أثبتت دراسات أساليب الإدارة المختلفة نجاح نظرية الإدارة والقيادة الخادمة بشكل كبير، فأصبح يقترح العديد من خبراء السوق أنه لا ينبغي للقادة التركيز على عنصري القوة والهيمنة في إدارتهم، بل يجب أن يتمتعوا بميزة الإحتواء مع الموظفين، وبالتالي سيكون الناس مخلصين للقيادة، وسيضيفون قيمة مثالية عظيمة للمؤسسة.
ما هي القيادة الخادمة؟
القيادة الخادمة هي شكل من أشكال القيادة التي تُسلِّط الضوء على أدوار التابعين في طريقهم لتطوير وتحقيق الأهداف الجماعية، ففي الواقع أنها تستند إلى آلية أن لكل فردٍ شيئاً ما ليُضيفه بالفعل لمُنظمته التي يعمل بها، وبالتالي يجب على القادة أن يتطلعوا إلى العمل مع أعضاء فريقهم ودعمهم بدلاً من الإملاء عليهم بإستخدام سلطتهم.
في الواقع لا يهدف هؤلاء القادة فقط إلى تلبية إحتياجات موظفيهم في العمل، بل إنهم يهتمون أيضًا بخلق بيئة يشعر فيها جميع الناس بالتقدير والإحترام، حيث أنهم يدركون بشكلٍ كامل أن الإنجاز يأتي فقط من العمل الجماعي، والتركيز على تطوير العلاقات مع أعضاء الفريق، بدلاً من مجرد التركيز على تحقيق الأهداف الفردية.
وبالتالي يزيد هذا الشكل من القيادة الثقة بين القادة والتابعين، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، والإبداع، والإبتكار، ورضا العملاء، والولاء.
فبإختصارٍ، تخلق القيادة الخادمة فِرَق عمل رائعة وخلاقة، لديها الحافز لتكون أفضل مما هي عليه.
خصائص القيادة الخادمة
القيادة الخادمة هي مفهوم تم تبنيه على نطاقٍ واسع من قِبل بعض الشركات لتعزيز أسلوب الإدارة المثالي، فتلك الخصائص التي تتصف بها القيادة الخادمة تؤثر بشكل كبير على الأعمال، من خلال السير على مراحل مُحددة لجني المكاسب، وبشكل تدريجي في الطريق للتحقق من فعاليتها، وبالتالي يضيف نموذج القيادة هذا قيمة أكبر ويساعد الشركة على التطور.
للقائد الخادم بعض السمات التي لا غنى عنها، والتي يمكن حصرها في التواضع، والصدق، والشجاعة، والإحترام، والشكر.
مزايا وعيوب نظرية القيادة الخادمة
في السنوات الأخيرة إكتسبت هذه النظرية الكثير من الإهتمام، فمع مُلاحظتك للعديد من المُنظمات التي تتبنى هذا الأسلوب يمكنك التعرُّف بسهولة على الفوائد المُحتملة نتيجة إعتماد هذا النهج من القيادة.
يكمُن جوهر هذه النظرية في حقيقة أنه يُسمح للناس بإظهار أفضل ما لديهم عند تولّي عمليةٍ ما، مع تحمل مسؤوليتهم عن العملية بشكلٍ كامل، وبالتالي يُمكن أن يصنع هذا بيئة يشعر فيها العاملون بالمسؤولية والفخرتُمكِّنَهم من رفع مهاراتهم وتطويرها بإستمرار.
وبالمثل، فإنها تحتوي أيضًا على بعض العيوب، والتي عليك التعرف عليها أيضاً بجانب المزايا من تبنيها، من أجل أن تكون على دراية بكل جانب من جوانب النظرية.
أولاً) المزايا: –
- الفائدة للجميع:
تُعد هذه النظرية ذات فائدة للجميع، فهي فلسفة مبنية على أساس المصالح الفضلى لجميع الموظفين، بالإضافة إلى أنها طريقة أكثر إحترافاً في التعامل مع إحتياجات الآخرين وكذلك في تبادل المنافع الخاصة، وبالتالي فإنها تُعزز فكرة أن لكل فرد دور يلعبه في تحقيق الأهداف المُشتركة والمصلحة العامة.
تسير عملية إتخاذ القرارات بشكلٍ أفضل عندما يتم تبادل مصالح للجميع، فمن خلال وضع جميع أعضاء المنظمة على نفس الصفحة، تخلق القيادة الخادمة بدورها أساسًا للنجاح، وبهذه الطريقة تقود نظرية القيادة الخادمة الإدارة إلى جني الفوائد والمنافع الأساسية.
- التعاطف:
تدور نظرية القيادة حول بعض العناصر، مثل الإلهام، والتعاطف، والقبول، فهي تُشكِّل تحالفًا بين الأشخاص المشاركين، والعمل معًا من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، ما يخلق مناخاً من التعاطف بين أعضاء الفريق الواحد.
- فرصة للنمو:
فمن أهم مزايا نظرية القيادة الخادمة أنها فرصة حقيقية للنمو، فهي تُعلِّم الناس العمل بحب من أجل خدمة الآخرين.
القيادة الخادمة هي نموذج لبناء بيئة يمكن للجميع أن يزدهر فيها، وبجانب أنها أداة لدعم الإبداع، والتنوع، والشمول، فهي تعمل على تنمية التفكير البنّاء، والعمل القائم على الخدمة لدى متبنيها.
- خدمة أفضل:
أصبحت القيادة الخادمة إتجاهاً سائدًا بشكل متزايد في عالم الشركات، فهي تُعزِز فكرة أن القادة يجب أن يتطلعوا إلى خدمة عملائهم بدلاً من أنفسهم، أي القيام بكل ما يلزم للتأكد من تلبية إحتياجات العميل.
فائدة القيادة الخادمة هنا واضحة في أنها تحرص على أن يكون العملاء سعداء بالمزايا، وتميل الشركات التي تمارس هذا النوع من القيادة إلى أن تكون أكثر فعّالية من تلك التي لا تمارسها.
ثانياً) السلبيات: –
- التأخر في إتخاذ القرارات:
يمكن أن يستغرق الأمر من القادة الذين يتبنون هذا الأسلوب وقتًا طويلاً لإتخاذ القرارات، والسبب في ذلك أن القائد الخادم يسعى لفهم إحتياجات القوى العاملة لديه، ثم يقرر بحكمة ما سيفعله بعد التأكد من فهمه بشكل كامل.
قد يكون هذا النهج بطيئًا ومُحبِطًا نوعاً ما للقوى العاملة التي تريد إجابات فورية، وهي من أكثر السلبيات لهذا الأسلوب من الإدارة.
- الإنحراف في تحقيق الهدف:
في كثير من الأحيان يمكن أن يغيب عن بصر الفريق بسهولة الأهداف التي تم تحديدها قبل بدايات الأوقات الصعبة، وفي أسلوب القيادة بالخدمة عادة ما تكون تلك الأوقات الصعبة مسألة مُدمِّرة تواجه الفريق للإنحراف عن طريقه في تحقيق الأهداف المرجوة.
فسواء إستطاعوا تحقيق تلك الأهداف أم لا، يجب عليهم أن يحاولوا بإستمرار من أجل تحقيقها. لأن المُنظمة لن تُدرك تلك الأهداف المحددة دون عمليات إبلاغ متكررة من التابعين، ما سيقلل بدوره من فعّالية وإنتاجية المنظمة.
- دور قيادي ضعيف:
في العديد من المُنظمات التي عفا عليها الزمن، يُعدُّ القائد هو القوة الدافعة وراء الإتحاد داخل المنظمة، لكن في هذا النوع من القيادة الخادمة يكن للقائد دوراً ضعيف حقًا، فالقادة هنا ليسوا ديكتاتوريين بل هم خدم يساعدون أتباعهم على إكتشاف وتحقيق إمكاناتهم.
يحتاج القادة في هذا النموذج هنا إلى الإعتماد على القوى العاملة في الشركة، ما قد يقودهم في بعض الأحيان إلى أن يكونوا أقل إثمارًا، وبالتالي لا يمكن للشركة فهم الوضع الفعلي للفعاليات داخل المُنظمة، كما ان القادة غالباً ما يكونوا عاجزين عن الإنجاز في هذا النوع.
إذا كنت تريد تطوير صفاتك القيادية، أو إكتساب المزيد من الصفات الجديدة والتعرُّف على الأساليب الإدارية المختلفة، يوفر لك OPTIMUS INSTITUTE برنامج القائد المحترف( Professional leader Program ) .
وهو برنامج مثالي لأولئك الذين يبحثون عن طريقة بسيطة وفعّالة لتعزيز مهاراتهم القيادية الرئيسية من خلال التركيز على سلوكياتهم الإدارية.
جميع شهادات Optimus معتمدة من ATHE & QUALIFI.
لمعرفة المزيد عن برامج Optimus وجميع دوراتنا، قم بزيارة موقعنا على الإنترنت
أو راسلنا على صفحة الفيسبوك