أهمية إدارة المخاطر

 

الحياة مليئة بالأحداث غير المتوقعة للأفراد والشركات على حد السواء، وفي حين أن بعض تلك الأحداث قد يكون إيجابي (ونادر بالفعل)، إلا أن على الجانب الآخر قد يكون بعض تلك الأحداث سلبي، وقد يحدث بإستمرار وتكرار كافٍ لضمان لفت إنتباهك بصفتك صاحب عمل.

إذا وقع حدث غير متوقع في مؤسستك بشكلٍ مُفاجئ فقد يكون التأثير طفيفًا، مثل تأثير بسيط على التكاليف العامة، إلا انه في أسوأ السيناريوهات قد تكون هذه الأحداث كارثية ولها تداعيات خطيرة، مثل عبء مالي كبير على الشركة، أو حتى تهديد بإغلاق عملك.

أهمية إدارة المخاطر

هذا هو المكان الذي تصبح فيه إدارة المخاطر جزءًا أساسيًا من إستراتيجية عملك الشاملة، من خلال تحديد التهديدات المُحتملة لمؤسستك وتحليلها، لتُخفِّف هذه العملية من تأثير أي أحداث أو تغييرات سلبية يمكن أن تكون كارثية.

ومن أجل توضيح كيفية القيام بذلك، دعنا نلقي نظرة فاحصة على أهمية تحليل المخاطر، وتحديدها في الأعمال التجارية.

  1. تساعد على تقليل عدم اليقين

الشك أو عدم اليقين بأي شكل من الأشكال هو أمر سيء في الأعمال التجارية، وبحكم تعريفه فهو يصعُب تحديده كمياً.

وكما قال (وارن بافيت) ذات مرة “تأتي المخاطر من عدم معرفة ما تفعله”.

لذلك فإن فهم الجوانب الداخلية والخارجية لمؤسسة عملك هو جزء لا يتجزأ من معرفة كيفية حمايتها.

كلما زادت معرفتك بهذه العوامل، قل عدم اليقين من تهديد عملك، وذلك لأن الشركات تتواجد بشكلٍ عام في نظام بيئي مُعقّد من الإضطرابات السياسية، والإجتماعية، والإقتصادية، والبيئية المستمرة، وبالتالي الأحداث غير المتوقعة الناشئة عن أياً من هذه المجالات يمكن أن يكون لها تأثير ضار على مؤسستك.

إن معرفتك وتحديدك متى يحتمل أن يتأثر عملك هو عنصر أساسي في إدارة المخاطر، فبينما لا يمكنك بالطبع إزالة عنصر المخاطرة في الأعمال التجارية، يمكنك في الواقع حساب العديد من الأحداث السلبية والتخفيف من حِدَتها.

فبعد كل شيء، فإن مبدأ “الوقاية خير من العلاج” صالح لصحة الأعمال كما هو صالح لأي حالة بشرية.

  1. إنها هامة للتخطيط الناجح

نادرًا ما يأتي النجاح في الأعمال عن طريق الصدفة، وغالبًا ما يكون نِتاج التخطيط الدقيق والتنفيذ الدؤوب، وبالتالي يمكن أن تؤثر الأحداث غير المتوقعة على نجاح عملك إذا لم يكن لديك إجراءات مضادة مُضمنة في خطتك.

إذا تجاهلت تمامًا إدارة المخاطر، فإن كل ما تفعله يحمل فرصة كبيرة للفشل، فعلى سبيل المثال، تخيل أن تفشل في تحديد مخاطر السلامة في مكان العمل في موقفٍ ما، سيؤدي ذلك لحدوث العديد من المخاطر ووقوع الحوادث، مثل إصابات العُمّال، وإنخفاض الإنتاجية، وربما رفع دعوى قضائية مُكلِّفة عليك.

يمكن أن تقضي هذه الأحداث المُتكررة بشكل فعّال على فرصك في تحقيق الأهداف الأوّلية المُحددة في خطة عملك، ولكن مع وجود إدارة المخاطر المناسبة، يمكنك تجنب ذلك بسهولة. وعند إجراء إدارة المخاطر بشكل صحيح، فيُمكنها تحديد التهديدات، والتقليل من إحتمالية حدوثها، وكذلك تأمين إستراتيجياتك بالإحتياطات والإجراءات المُضادة المناسبة.

  1. تساعد في تقليل النفقات والخسائر

يمكن تقسيم المخاطر بناءً على طبيعة تأثيرها على أموالك (مخاطر الدخل/ مخاطر النفقات). فأي أحداث أو حوادث مؤسفة تقلل من إنتاجيتك أو قدرتك على تقديم الخدمات لعملائك ستؤدي إلى خسارة الدخل.

بينما التطورات التي تطرأ على عملك، وترفع من تكلفة إنتاجك أو أجزاء أخرى من نفقاتك العامة تتعرض لمخاطر النفقات، ويمكن أن تتجلى في العديد من الأشكال.

على سبيل المثال، قد يؤدي التغيير في التشريعات إلى زيادة الضرائب أو نفقات الإمتثال؛ كما يمكن أن تؤدي المنافسة الإضافية إلى زيادة نفقات التسويق.

إذا كان بإمكانك توقع هذه المخاطر، يمكنك إعداد إستراتيجيات للتعامل معها في وقت مبكر، أو حتى تجنبها تمامًا.

هناك تأثير إيجابي آخر لإدارة المخاطر على أصولك وممتلكاتك، حيث يمكنك تجنب النفقات الضخمة التي يمكن أن تنشأ بسبب تلف الأصول أو تدميرها إذا اتخذت الإحتياطات اللازمة. فيمكن أن يكون لفقدان الأصول المهمة تأثيراً كبيراً، خاصة إذا كانت شركتك صغيرة أومتوسطة.

  1. تساعد على تحسين سمعتك

يساعد وجود إستراتيجية مناسبة لإدارة المخاطر في نقل رسالة إيجابية عن عملك.

فمن الناحية الداخلية يُمكنها أن تغرس الثقة بين موظفيك حول قدراتك القيادية؛ بجانب أن وجود مكان العمل بشكلٍ آمن يساعدهم أيضًا في رفع الروح المعنوية.

عند وقوع كارثة من نوعٍ ما، سيكون لقدرة مؤسستك على الإستمرار في تقديم الخدمات للعملاء تأثير كبير على علامتك التجارية، فسيُظهر هذا بدوره أن عملك متين وموثوق به أمام الجميع، وأنك تؤكد على ثقافة مهنية يُمكنها الإستمرار في إنجاز المهمات حتى في مواجهة النكسات.

تنفيذ إستراتيجية إدارة المخاطر

إعتاد معظمنا على النظر إلى إدارة المخاطر على أنها إمتياز للشركات الكبيرة، لا سيما بالنظر إلى حجمها ومواردها المالية. رغم أن هذا قد يحمل شئ من الصحة بشكلٍ عام فى أنه كلما كبرت المنظمة، زاد تعرضها للمخاطر.

تمتلك الشركات الكبيرة أيضًا أصولًا متعددة، وتنتشر في العديد من القطاعات والمواقع الجغرافية، وكل من هذه العوامل له مخاطر ترتبط  بها بشكلٍ ما، بينما على النقيض من ذلك سيكون لدى المنظمات الأصغر تعرضًا محدودًا نسبيًا.

إلا أن هذا لا يعني أنه بصفتك صاحب عمل صغير يجب أن تتجاهل إدارة المخاطر، فالمنظمات الأصغر أيضاً يُمكنها ان تواجه العديد من المخاطر، سواء كانت سرقة، أو كوارث طبيعية، أو حوادث في مكان العمل، أو دعاوى قضائية، أو الإمتثال للوائح حكومية جديدة، أو مجرد ظهور منافس أفضل.

في حين أن الشركات الكبرى قد تكون قادرة على تحمل معظم هذه الأحداث، لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للشركات الناشئة؛ فعلى سبيل المثال، قد يكون لدعوى قضائية طويلة ومُكلِّفة تأثير طفيف على خزائن الشركة.

وفي حالة الأعمال التجارية الصغيرة ستكون نتيجة الغرامات النسبية، أو الدعاوى القضائية الطويلة مختلفة تمامًا، فيمكنها أن تشل المنظمة لبعض الوقت، أو حتى يؤثر على إستقرارها.

لذلك في النهاية فإن الإستنتاج هنا، هو أنه يجب ألا تتجاهل إدارة المخاطر لمجرد أن مؤسستك صغيرة جدًا بحيث لا يكون لديها فريق متخصص لذلك، حيث يجب على أصحاب الأعمال تحسين إستراتيجياتهم بمساعدة موظفيهم، والتأكد من أنهم يأخذون في الإعتبار تقييمات المخاطر في كل ما يفعلونه، أو مواجهة عواقب عدم الإستعداد.

تُقدِّم لك مؤسسةOptimus Institute  برنامجها PMP لإدارة المشروعات والمُصمم لأي شخص يرغب في بدء حياته المهنية كمدير مشروع، أو لمديري المشاريع الحاليين لإثراء معرفتهم وممارساتهم.

كما يوفر لك برنامج PMP من Optimus Institute كل المعرفة اللازمة لإدارة أي مشروع بنجاح، وفهم أهمية إدارة المعلومات، والآثار المترتبة على مخاطر العمل المُختلِفة.

لمعرفة المزيد عن برنامج PMP وجميع دورات Optimus، قم بزيارة موقعنا على الإنترنت

https://optimus-edu.ae/

أو راسلنا من خلال صفحتنا على موقع فيسبوك

https://www.facebook.com/optimusinstitute

 

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *